الجمعة، 2 يناير 2009

العالم يهنئه .. وعائلته تعيش الحلم

بعد مئة وخمسة وأربعين عاماٌ من اصدار الرئيس ابراهام لنكولن قرار تحرير العبيد وإلغاء الرق في أميركا, وصل إلى البيت الأبيض أول رئيس من أصل افريقي, بعد أن انتخب الأميركيين وبغالبية واقبال غير مسبوقين رئيسهم الرابع والأربعين ليكون أسوداٌ.

ملفات تنتظره
وخلفاٌ لبوش تنتظر باراك أوباما الرئيس الجديد تحديات كبيرة في العالمين العربي والإسلامي, تتمثل أساساٌ في الصراع العربي- الإسرائيلي، والأزمة العراقية، والملف النووي الإيراني, إضافة للشؤون الداخلية الأميركية والأزمة الإقتصادية العالمية.

ففي القضية الفلسطينية، تعهد أوباما خلال حملته الانتخابية بالعمل عن كثب لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط مع أنه لم يقدم أي اقتراح سياسي واضح لإقامة دولة فلسطينية في ظل مواصلة اسرائيل سياسة الاستيطان في الضفة الغربية،وفرض الحصار على قطاع غزة بشكل يجعل إقامة دولة فلسطينية صعب التحقق.

في الملف العراقي، كان أوباما قد دافع عن إمكانية خفض عديد القوات الأميركية في العراق وجدولة الانسحاب النهائي من هناك في أجل أقصاه منتصف عام 2010.لكن يبدو أنه من الصعب عليه الوفاء بذلك الالتزام في ظل اتفاقية أمنية محتملة بين الحكومة العراقية والإدارة الأميركية، ويفترض أن تضع اطاراٌ جديداٌ لوجود القوات الأميركية في العراق بعد انتهاء تفويض الأمم المتحدة في نهاية العام الحالي.

أما الملف النووي الإيراني، فيبدو أن أوباما ميالاٌ لسياسة الحوار لحل قضية الملف النووي الإيراني خلافاٌ لبوش الذي ابقى الخيار العسكري وارداٌ، ففي حملته الانتخابية عرض أوباما إمكانية عقد لقاء بالرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد لبحث الخلافات بين البلدين، لكنه تعهد باللجوء للقوة ضدها في حال إقدامها على مهاجمة اسرائيل أو أي من حلفاء واشنطن في المنطقة .

وإلى جانب ملفات العراق وإيران والقضية الفلسطينية وأفغانستان، تلوح في الأفق أمام أوباما ملفات إقليمية أخرى كتداول السلطة في مصر والعلاقات مع سورية، والوضع في لبنان واليمن .

ردود الأفعال على الفوز
جاءت ردود الفعل العربية متسمة بالتفاؤل المشوب بالحذر لانتخاب أوباما رئيساٌ لبلاده.

فقد هنأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس أوباما وحثه على مسارعة الجهود للتوصل إلى اتفاق سلام فلسطيني – إسرائيلي ، بينما حثت حركة حماس أوباما على التعلم من أخطاء بوش في التعامل مع العالمين العربي والإسلامي .

من جهته، دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أوباما إلى أن يكون وسيطا أمينا في المباحثات الرامية لإنهاء الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني.
كما رحبت الحكومة العراقية بانتخاب أوباما، متوقعة أنه لن يؤدي فوزه إلى إجراءات من شأنها تسريع انسحاب القوات الأميركية من العراق.
دولياٌ، رحب الاتحاد الأوربي بالنصر قائلاٌ: إن حيويته وتصميمه مطلوبان لخلق عالم أكثر أمناٌ.
كما أشاد رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون بما وصفه بسياسات أوباما الفعالة وقيمه التقدمية ورؤيته للمستقيل.
من جهتها، أكدت فرنسا بأنها هي وأوربا والمجتمع الدولي تحتاج حيويته ورفضه للظلم وتصميمه على المضي قدماٌ لبناء عالم أكثر أمناٌ واستقراراٌ.

بينما تلقى تهنئة من روسيا وتهديداٌ منها ومن إيران.
حيث هنأ الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أوباما وحذره من أن الصواريخ الروسية ستنتشر في مواجهة نظام الدرع الصاروخية الأميركية شرق أوروبا.
من جهتها، قالت إيران: إن المروحيات العسكرية الأميركية التي تحلق قريباٌ من حدودها مع العراق سيرد عليها في حال دخولها الأجواء الإيرانية.

مظاهرات الفرح
في الداخل الأميركي عمت مظاهرات الفرح العاصمة واشنطن وفي أنحاء الولايات، حيث تدفقت الجماهير إلى الشوارع احتفالا بالنصر وعبرت عن فرحتها بالرقص والغناء والكرنفالات. كما احتشد زهاء ألفي شخص حول البيت الأبيض وخارج أميركا وصلت الاحتفالات إلى الهند واليابان وإفريقيا .

الجدة .. سارة
وفي منزل جدته البالغة من العمر 86 عاماٌ في كوجيلو في كينيا . . لم تتمالك سارة الجدة نفسها وتحدت سنوات عمرها برقصة افريقية عادة ما يؤديها المنتصرون.
وقالت سارة: إنني اخطط لزيارة حفيدي الذي بات الأشهر في العالم اليوم.
كما تم الإعلان عن يوم الخميس يوم عطلة في كينيا للاحتفال بأوباما بحسب الرئيس الكيني رايلا اورينغا.

ابنتاه والجرو
هناك سبب آخر يدعو لابتهاج ابنتي أوباما إلى جانب دخولهما التاريخ كأول عائلة رئيس أميركي أسود تدخل البيت الأبيض, وهو انضمام عضو جديد إلى الأسرة، جرو، ينضم إلى قافلة الحيوانات الأليفة الأولى التي تعاقبت على المقر الرئاسي بحسب ما وعد به أوباما ابنتيه ساشا وماليا في خطاب النصر.

ويبدو أن رؤساء الولايات المتحدة يعملون بمقولة الرئيس الأسبق هاري ترومان: إذا أردت صديقا في واشنطن فاقتني كلباٌ، إلا أن الحيوانات الأليفة الأولى في البيت الأبيض جاءت في كافة الأشكال والأحجام والأنواع على اختلاف الرؤساء الذين حكموا أميركا.
وينظر إلى الحيوانات الأليفة على أنها اضافة لهيبة سكان البيت الأبيض فهي قد تكون سبباٌ في تدني شعبيتهم.

الأقليات صوتوا لأوباما
وكان احدث استطلاع للرأي كشف أن أوباما حصل على أصوات معظم الأقليات العرقية في الولايات المتحدة، حيث حصل على أصوات 96% من الأميركيين من أصول افريقية، و67% من أصوات اللاتينيين، و63%من أصوات الأسيويين، كذلك حصل على أصوات المسيحيين الكاثوليك واليهود بنسبة 78 % لأوباما، فيما ذهب أصوات البروتستانت إلى ماكين .

كيف سيتصرف كرئيس ؟.
فوز أوباما في رأي الكثيرين ليس سوى بداية المشوار ، فأميركا تحتاج إلى شخص يطمئنها ويضمد جراحها الاقتصادية ويسحبها من الحروب التي تخوضها في الخارج دون أن يلحق بها عار الهزيمة ، ولكن كيف سيتصرف أوباما كصانع قرار؟ هل سيكون جريئاٌ من البداية مستغلا رصيده بعد هذا الفوز ، أم سيكون حذراٌ في مواجهة مطالب متباينة حتى من داخل حزبه ؟!!.


رشا محفوض

هناك تعليقان (2):

  1. مدونتك جميلة معبرة بكلمات رقيقة انا بحب سوريا كتير وبالذات حلب ومنتظرة منك المزيد
    اختك فى العروبة
    إيمان حسن كامل
    الأسكندرية-مصـــر

    ردحذف
  2. مدونتك جميلة ومعبرة بكلمات بسيطة منتظرة منك المزيد والمزيد أختك فى العروبة
    إيمان حسن كامل
    الاسكندرية-مصــــر

    ردحذف